.
.
يقُولُوُنْ بِأنها “ عَمياء ” !
وأنا أقولُ : بل مُبصرةً بصيرةً لا يُغطيها ظلام !
[INDENT][INDENT]
.
كُنتُ أجلِسُ بِذلِك المبنى المُزدحِم في مدخلهِ عِندما أشارت صَديقَتِيّ مُقاطِعةً حديثي إلى تِلك !
تِلكَ العَمياء المُبصِرَة ، الَتيّ تَسيرُ بِشموخٍ وَثِقةٍ مُبصرةً طريقها وَكأنها تراه !
كان المَبنَى مُزدَحِم ، وَلكِنَها أجادت سَيرهَا بِلا اعترَاء أو حتى اهتِزَاز – تبارك ربي – أذهَلتني في أنها كانت تسيرُ أفضلُ تمامًا من السَيرِ المُعوجِ لِلفتياتٍ المُبصراتٍ ..!
وَ .. كأنها ترى دَربَها .. تسيرُ مكتفةً الأياديّ ، وَتتحرك وكأن على رأسِها تاجًا هُلاميًا لا يتحركُ أبدًا ، فتنحرِفُ عن أياديّ البناتِ الطائشَة ، ثُم تُكمل سيرَها وكأن النُور يتوقدُ في عيينِيهَا .. ، اختَفَت دقائِقَ وَمن ثَم عَادت إلى قاعَتِها ، وَبِكُلِ شمُوخٍ وَأنفة ، لم يحدثُ وقد رأيتُها تتعثر أو تمدُ إحدى يديها لتَتلمَس طَريقَها ..
– ما شاء الله تبارك ربي – إنها البَصِيـرَة !
حقًا ، أحاطَنا الذهُولِ فبُتنا نُسبِحُ الله وَنُمجِدهُ بأن أعطاها ما يُعوِضُها عما أخذهُ عنها فَهُو الكريم العظيم.
.
.
وَذاتُ مرة :
.
.
شمُوُخٌُ يُبهِرُني .. وَقُوةٌ تأسِرُنيّ !
حينما كنتُ لحظَتها مُسرعةً إلى مُحاضَرَتِيّ ، فانتبهتُ إليها مُجتمعةً مع رفيقتِها ، فجعلَ قلبيّ يَنبِضُ أن خُوذِيّ بِيدِها لِتُصافِحيّ شمُوخَها وَتنهَلِيّنْ مِن صمُودِها ، علكِ تُهديها بعضًا مِن إعجَابِك ، فأسرعتُ غيرَ مُترددةً مُتلَقفةً يدِها فَصرَّتْ هِيَّ بِدفءٍ عَلى يَدِي وَالابتسامةٌ تَتبَاهى أن تَعانَقت مَع ثَغرِها ، وَلم أجِد وَقتها كَلِمةً تَستَحق تِلك الابتِسَامَة فَجعلتُ الصَمت جِسرًا يُودِيّ بإعجَابِيّ بينَ عرُوقِ قَلبِها.
لَففتُ عَنها ، وَقد عَلمَتنِيّ ( فقط ) بِثغرٍ بَاسمٍ أنّ ” الحياةُ جِهاد ” وَالأملُ لا يتوقف ..
…………………………………… وَليسَ مِن إعاقةٍ إلا إعاقة العقلِ وعمى البصيرةِ عن الحق !
.
.
حُرةً هِيّ عَن قيُودِ فتنة الأبصارِ !
حُرةً تُبحِرُ إلى العلياء وتشقُ أستارُ العَمى !
تَطوِيّ الإعاقةِ وترمقُ العجز بخيلائِهَا المُتحدي
فَتكسِرُ جُل أوهامِ العَمى وتَرمقُ البَصيرة بافتِخَار !
حُــــرةً وَسعادتِهَا قمةً يُحتدى بها مِن بقيةِ
أوهامِ البشر الزائلة !
بإرادَتِها تزالُ أغبِرَةِ السفهِ وَأغلالِ الاعتِراء !
ترنُوا إلى العلياء .. وقلبُها مُفعمٌ بإجلالٍ أن
. . . . . [ رَبِيّ مَعيّ ] فكيف ذا أخافُ ؟!
. . . . . أوَ ليستَ البلُوى علامةُ الحُبِ ؟!
– وديعة فيصل الحربي
–
[/INDENT][/INDENT]
كلمات في قمة الرقة والنعومة
ننتظر كل جديد لك