تحذير صحي :
لا أنصحُ بقرائتي , البحث عني آخر السطر
التفتيش عن أحلامي التي أضاعتْ طريقها, استقراء عن مقولاتي في جريدةٍ يومية لا تَعرفني. في قصيدةٍ تشاجرتُ معها قَبل عام لتطلبَ من الأمم المُتحدة استئصالها مني .
لم أكتب عني بَعد, كلما أمسكتُ بالقلم كتبَ عن الآخرين : أحبابي, أصدقائي,آلامُ العالمين,الخطط الخمسية لاستيعاب أحزانهم, ما ألبثُ جانيًا تساؤلات عن ذاتي لا تُعبر عني, أحببتُ ملاطفتهم فقطَ أن أجعل آلامهم ألمي, حتى أَمنتُ بِذلك, وكفروا بِه هم .
لَقد ظنوا أني كائن مِريخي, بينما يقولون أنه لا يمكن أن يحدث كل ذلك أنت أرضي, وبينَ مُعادلاتهم الريّاضية لإثباتي تنبتُ التفاصيل تجملُ حياتهم, أيامهم, التي تعرفني كل لحظة من لحظاتها, لكنهم يجهلون, هَل أقول بعد ذلك أني أُحبهم ؟- بدأتُ أخشى أن هذه الجناية التي تجعلُ روحيّ النقية مُلاكة بالألسن التي تأبى إلاّ توزيع حسناتها علي صبحَ مساء, ردئ الضحى, وفي رابعة النهار, لكنها تؤلمني كلما أحسستُ بآثامهم تزداد بسببي, ولا أدري ما أنا صانع بعد إذ, لا أدري كيفَ أرحلُ بينما تحفرني الأماكن في معالمها, وتحبسني الذوات في جواهرها, و تتشكلني اللغات في تراكيبها.
… أسمعُ صوت في داخلي يحثني على الحديثِ , يحثني على أن أهجرَ الصمت في هذه الأثناء
أن أُطالب بشدة أن يتوقف أولئك الناس عن تَمريغ أنفسهم بالوحل, بينما لا أزالُ أراهم بصورتهم الأولى
فكما أتحدثُ عن نقائهم يعارضني كثير من الناس [ هيثم أين الذين تتحدث عنهم ؟ , هل أنت متأكد أنك تجد في نفسك ودًا لهؤلاء؟ , لم نَعلم بإنسان قَبلك يحب الخونة يا للغباء الفادح .. ألخ ]
…. وبعد إذ يحملُ صمتي بعض المُحبين لِفض صداقاتهم, ولِحرق ذكرياتهم, ولإشهارَ أقسى الكلمات الرادعة,رامينَ بكل الأشياء الجميلة عرض الحائط, مُحدثيني عن الخيانة, وأني يجب أن أملك زمام هذا القلب الذي لا ينسى من أحب قط حتى لا يستهلك, ويكونُ سلعةً في يدِ الرخصاء, الذين يعتقدون أنهم يؤذني, وأنا أحبهم مهما فعلوا, ربما أراهم أنا أطفالاً, ربما أقلق عليهم جِدًا مهما كانوا يحاربوني لِذاتي أو دمي الذي لم أختره, لكن ما يقلقني حقًا هم الأوفياء الذين يشنون كل الحروب الضارية لأجلي, ويقومون بعقد كل محالفات السلام مع من لا يحبون حتى يضغطوا ويردعوا كل من تسول له نفسه الاقتراب مني , وهذا متشكل المَوت لديّ, فمع كل خيانة أتعرضها, ومع كل طعنة تصيبني, أنا لا أتأثر, بَل أزدادُ قوةً لفهم ألم الإنسان المُوجد لغدره, وخسته, ولأفهمني إذ كيفَ أكونُ عاهل آلام العالمين إذا سخطتُ ممن دعاهُ ألمه لهجائي, أو محاولة قتلي بأبشع السبل, أن يسكبَ الحِبر على تاريخي حتى لا يستطيع قراءته أحد, أو يوم بأي عملٍ آخر تقبحهُ المروءة, إن هذا الوفاء العظيم يجعلني بعد صمتًا متحدثًا, و من بعد اللقاء هاجرًا- فهو الأمرُ شورى بينهم ! _ .
.. أيها الضوءُ تنبثق مِني
تنيرُ ظلماتهم الحَالكة. فإذا سرتُ بينَ سككهم, و مررتُ بأبواب مَنازلهم, سمعتُ صوتًا هرم يُصورني شيطانًا رجيما فلا أعرفُ حينئذ ما هوَ حديث العتمة إذا كان هذا حديثُ النور, ما عرفوا وجهيّ ما رؤوه ولو سألوا دمائهم أخبرتهم, لو سألوا جلدهم الذي يتوق للفكاك من لحومهم لأجابهم, لكنهم لم يسألوا أحدًا وظلوا في ظلماتٍ يَقبعون ! .
لا حديث بَعد هذا عن [ المصلحة, الدنيا الدنية, يوم القرش , ألخ ] كيفَ تقدرُ الأفواه على هذا الحديث؟ . نزلَ رسول الله عليه السلام المَدينة, وكان هذا الحضورُ ضياءًا ينيرها إلى الآن, ومع هذا كان هناك من نافق, فأظهرَ الإيمان, وأبطنَ الكفرَ والعصيان,مع أن خيرَ وجود المصطفى فوقَ كل خير, كانت هذه الثلة لا تريده, ولم تستطع أن ترى إلاّ أمجادًا ذاتيًا تزولُ فكل منته من دنياه, لبرزخه, فمعاده. لقد انتهوا بالغينَ دركهم الأسفل من النارِ, حينَ لا ينفعُ ندم و لا – توبة- .
…أي درك أسفل وصلَ أولئك الناس الذين يعيشون على الخبزِ , و يلعنونه صبح مساء, بدعوى حُرية زائفة, لم تكتسب وقاحتها وَ لغتها بدونه, فهو سرُّ حياتها, ومنبتُ فروع قواعدها, ومع هذا تثورُ عليه, تتطلعُ للإطاحة به و إنهائه, ولم تعلم أن نهايتهُ يسبقها فنائها.
إن الإنسان الذي يتناسى كل ذلك, ليس له من الكرامة شيء, بَل ليس له وجود حقيقي عِند مَن صلحَ في هذهِ الحياة, وكأن هذه اللهثة صورة لِتعلق أبدي بالدنيا التي لا تساوي جناح بعوضة, ومتى رأيت متعلقًا بالدَّنَيا فهو الأدنى منها, لأن القوي هو الذي يقوى على حملِ الضعيف.
.. أيها القلم أ تنشقُ عني ؟ أم هذه صورتي في عيونِ الحروف؟
أصبحت الكتابة جزء من يديّ التي لا يمكنُ أن أتملص منها بأيِ حالٍ من الأحوال, فأنا كلما خططتُ تسرَب دمي على السطر, ففضح بَعض الذكريات, أنا مَن نعتني بصلابة القلب, تصفه بأن الأنهارَ تتفجرُ مِنه, وما زلتُ أتسأل هَل قرأتني فعلاً ؟ . كل نص كتبته هو أنت, ذاتك التي تتجلى في كلِ حرفٍ, هَل يسرك تفجرك يا أصلَ الذاكرة و يا منبعَ الروح ؟ , أم هذه اللغة كلها لا تعنيك؟ . حقًا المُضي في الكتابة يُشبه المضي بزورق صغير جدًا في ظلماتٍ حالكة إلى المجهول – الموج الهائج هي ذكرياتي – والزورق هو أنت, إذ ليس هناك زورق يستوعب هذه الأمواج الهائجة, ولا حتى الأمواج يمكنها أن تحس بما يسيرُ فوقَ ظهرها, وهذا يزرع حرفي بينَ الشيء ونقيضه ليدلَ عليك وحدك بعيون لا تعرفُ بعضها ! .
[/indent]
[/indent]مما راق لي
ثورة الكتابة 2013 ، ثم الأنا 2024
ثورة الكتابة 2013 ، ثم الأنا 2024
سلمت كفوفك عزيزتي