تأملت في قوله سبحانه و تعالى
(( و قضى ربك ألا تعبدوا الا اياه و بالوالدين احساناً اما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفٍ و لا تنهرهما و قل لهما قولاً كريماً و اخفض لهما جناح الذل من الرحمة و قل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً ))
فوجدت في هذه الآية وصفاً لخمس درجات في معاملة الأبناء للآباء
الدرجة الأولى
بعد أن ذكر ربنا تبارك و تعالى تنزيه عن الشرك , ذكرنا بحسن معاملة آبائنا و خصوصاً عند ما يكبرون في السن لأنها تكون أصعب مرحلة في حياتهم بحيث يكونون مرضى أو قليلي الصبر أو بدأت مرحلة الخرف في حياتهم , و لهذا بدأ ربنا جل و على بتذكيرنا , و أول شيئ ذكرنا به فقال
(( ولا تقل لهما أفٍ …))
أي لا تتلفظ بأي كلام قد يؤذيهما أو يجرح مشاعرهما , فكيف بمن يصرخ في وجه أبويه و العياذ بالله أو بمن يضربهما عافانا الله و عافاكم
الدرجة الثانية
ثم قال تبارك و تعالى (( و لا تنهرهما … )) أي لا تفعل ما يسيئ اليهما
الدرجة الثالثة
و هنا بدأ بذكر درجات البر (( و قل لهما قولاً كريماً …)) أي قل لهما كلاماً طيباً تسر به قلبهما كأن تقول لهما ربي يطول بأعماركم , أنتما نور عيني , كلامكم على راسي
أو من هذا القبيل
الدرجة الرابعة
و درجة البر الأعلى من التي ذكرناها هي قوله تعالى
(( واخفض لهما جناح الذل من الرحمة … ))
أي تواضع بحضرتهما , و لا ترفع صوتك فوق صوتهما و قبل أيديهما لا بل قدميهما أليسا هما سبب وجودك بعد الله في هذه الدنيا
الدرجة الخامسة
و هي أعلى درجات البر و هي فس قوله تعالى (( و قل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً ))
أي عليك بالدعاء لهما دائماً و بعد كل صلاة في حياتهما و بعد مماتهما , لقد تعبا من أجلك كثيراً و سهرا على راحتك و كنت نائماً ألا يستحقا أن تدعوا لهما و قد أفنيا حياتهما من أجلك
ربي اغفر لي و لوالدي و لمن دخل بيتي مؤمناً و للمؤمنين و المؤمنات
كتر الله من امثالك يارب
جزاكي الله خيرا