و الصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله
من المعلوم أن ظاهرةالخجل من طبيعة الأطفال و لعل أولى أماراته تبدأ في سن الأربعة أشهر وأما بعد كمال السنة فيصبح الخجل واضحا في الطفل ،إذ يدير وجهه او يغمض عينيه او يغطي وجهه بكفيه إن تحدث شخص إليه.
وفي السنة 3 يشعر الطفل بالخجل عندما يذهب إلى دار غريبة فهو قد يجلس هادئا في حجر أمه أو إلى جانبها طوال الوقت و تلعب الوراثة دورها في شدة الخجل عند الأطفال و لا ينكر ما للبيئة من أثر كبير في إزدياد الخجل أو تعديله , فإن الأطفال الذين يخالطون غيرهم ويجتمعون معهم يكونون أقل خجلا من الأطفال الذين لا يخالطون ولايجتمعون. والمعالجة تكون بتعويدهم على الإجتماع بالناس الصالحين سواء جلب الأصدقاء والأقارب إلى المنزل بشكل دائم, أو مصاحبتهم لأبائهم في زيارة الأصدقاء و الأقارب أو الطلب منهم برفق ليتحدثوا أمام غيرهم سواء كان المتحدث صغيرا أو كبيرا وهذا التعويد لا شك يضعف في نفوسهم ظاهرة الخجل و يكسبهم الثقة بالنفس ويدفعهم دائما إلى أن يتكلموا بالحق وبأدب لا يخشون في ذلك لومة لائم. وهذه بعض الأمثلة التاريخية والأحاديث التي تعطي للمربين جميعا القدوة الصالحةفي تربية السلف الصالح لأبنائهم على الجرأة،ومعالجة الظاهرة في نفوسهم :
1-روى البخاري وغيره عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما وكان دون الحلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : وفي رواية :
2-وروى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما ، وكان دون الحلم، أنه قال:كان عمر رضي الله عنه يدخلني أي في أيام خلافته مع أشياخ بدر (أي في المشورة) فكأن بعضهم وجد في نفسه (أي غضب) فقال : لم يدخل هذا معنا و لنا أبناء مثله ؟ فقال عمر رضي الله عنه : إنه من حيث قد علمتم. أي ممن خصه عليه الصلاة و السلام بالدعاء له : اللهم فقهه في الدين و علمه التأويل.