وعلى عكس ما يظن كثير من الناس فإن المكان الطبيعى بالمرأة التى تلتقى فيه البويضة مع الحيوان المنوى ويتم التخصيب منه هو الجزء الخارجى من قناة فالوب وليس الرحم، فإذا وصلت البويضة إلى الرحم دون أن يتم تخصيبها فأنها تموت وتخرج مع دماء الدورة الشهرية. ومن هنا يأتى القول بأن الزوجة جاهزة لحدوث الحمل 24-36 ساعة فقط كل دورة شهرية وهى الفترة التى تتمتع فيها البويضة بالحيوية ويمكن للحيوان المنوى تخصيبها
يقوم الرجل بقذف مئات الملايين من الحيوانات المنوية داخل المهبل بعدها تقوم الحيوانات المنوية النشيطة بتسلق المخاط الموجود فى المهبل إلى داخل عنق الرحم حيث يتم تخزينها إلى فترة تصل إلى عدة أيام تقوم خلالها بعض الحيوانات المنوية بمغادرة عنق الرحم على هيئة موجات متتالية تصعد داخل الرحم ومنه إلى قناة فالوب فى رحلة البحث عن البويضة وتخصيبها، عند وصول الحيوانات المنوية إلى البويضة فأنها تلتصق بالغلاف الخارجى وتحاول اختراقه من خلال القوة الميكانيكية التى تولدها حركة ذيل الحيوان المنوى، وكذلك من خلال إفراز بعض المواد الكيماوية لإذابة جدار البويضة، وبالرغم من إلتصاق العديد من الحيوانات المنوية بالبويضة إلا أنه لا يستطيع التلقيح سوى حيوان منوى واحد بعدها تمتنع البويضة عن استقبال أية حيوانات منوية أخرىلا يدخل البويضة من الحيوان المنوى سوى الرأس فقط الذى يحتوى على النواة الذكرية والشفرة الوراثية للأب أما الذيل الذى يحرك الحيوان المنوى فيترك بالخارج بعد أن أنتهى دوره.
تتجه نواة الحيوان المنوى مباشرة إلى نواة البويضة ويلتحمان حيث تبدأ البويضة المخصبة فى الانقسام إلى خليتين ثم تتضاعف إلى أربع وثمانى خلايا، وهكذا أثناء مرورها فى قناة فالوب حتى تصل إلى تجويف الرحم بعد أربعة إلى ستة أيام، وعند وصولها يكون الرحم قد كون بطانة سميكة وغنية بالأوعية الدموية تفرز مواد مغذية للبويضة، وتلعق البويضة الملقحة بأخاديد الرحم ويبدأ ظهور نتوءات مثل الأصابع بجدار البويضة فى مكان تلامسها مع الرحم وتنغرز هذه النتوءات فى بطانة الرحم ليبدأ تكوين المشيمة.
أما باقى الحيوانات المنوية فى المهبل أو الرحم فأنها تموت ويتم التخلص منها، وهنا يظهر الإبداع الألهى المعجز فى تنظيم عملية اختبار أفضل وأقوى الحيوانات المنوية فى تخصيب البويضة من بين مئات الملايين وبهذا يتم تحسين نسل الإنسان