تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » ( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم )

( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم ) 2024.

( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم .. )

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم يا أعضاء شبكة حياة

( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم .. )

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ

( وَاصْبِرْ نَفْسَـــكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ

وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَــــــاكَ عَنْهُمْ

تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَـهُ

عَــن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْــــــرُهُ فُــــرُطاً )

سـورة الكهف 28 ، يأمـر تعالى نبيـــه محــمدا

صلى الله عليه وسلم وغيـره أسوته في الأوامر

والنـــواهي أن يصبر نفسه مع المؤمنين العباد

المنيبين (الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ )

أي أول النهـــار وآخره يـريدون بذلك وجه الله

فوصفهم بالعبادة والإخـلاص فيها ففيها الأمر

بصحـبـة الأخيـــار ومجـــاهدة النــفس عــــلى

صحبـتهم ومخالطتهم وإن كانوا فقراء فإن في

صحبـتهـم من الفوائد ما لا يحـــصى ( وَلَا تَعْدُ

عَيْنَاكَ عَنْهُمْ ) أي لا تجــــاوزهم بصرك وترفع

عنــــهم نظـــــرك ( تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) :

فـــإن هذا ضار غير نافع وقاطع عن المصالح

الدينية فإن ذلك يــوجب تعــلق القـــلب بالدنيا

فتصـير الأفكار والهـواجس فيها وتزول مـــن

القلـــب الرغبة في الآخرة فإن زينــــة الدنيـــا

تــروق للناظر وتسحر القلب فيغفل القلب عن

ذكر الله ويقبل على اللذات والشهوات فيضيع

وقتـه وينفرط أمره فيخـــسر الخسارة الأبدية

والندامة السرمدية ولهــذا قال ( وَلَا تُطِعْ مَنْ

أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ ) : غفـل عن الله فعــاقبه بــــــأن

أغفله عن ذكــره ( وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ) :أي صــــار

تبعا لهواه حيث ما اشتهت نفسه فعله وسعى

في إدراكه ولو كان فيه هلاكه وخسرانه فهو

قــد اتخذ إلهه هواه كما قــال تعالى ( أفَرَأَيْتَ

مَـنِ اتَّخَــذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ )

الآيـة ، ( وَكَـانَ أَمْرُهُ ) : أي مصـــــالح دينه

ودنياه ، ( فُـرُطاً ) : أي ضائعة معطلة فــهذا

قد نهـــى الله عن طاعته لأن طاعته تدعــــو

إلـــى الاقتداء به ولأنه لا يدعو إلا لما هـــــو

متصــف به ودلـت الآية على أن الذي ينبغي

أن يطــاع ويكون إماما للناس من امتلأ قلبه

بمــحبة الله وفاض ذلك على لســـانه فلهـــج

بــذكر الله واتبع مراضي ربه فقدمــــها على

هواه فحــفظ بذلك ما حفظ من وقته وصلحت

أحواله واستقـامت أفعــــاله ودعا الناس إلى

ما من الله به عليه فحقيق بذلك أن يــــتبــع

ويجعل إماما والصبر المذكور في هذه الآية

هـو الصــبر على طاعة الله الــذي هو أعلى

أنواع الصبر وبتمامه يتم باقي الأقسام وفي

الآية استحــباب الذكر والدعــــاء والعـــبادة

طرفي النهار لأن الله مدحهم بفعله وكل فعل

مدح الله فاعـــله دل ذلك على أن الله يحبـه

وإذا كان يحبه فإنه يأمـر به ويرغب فيــه

" تيسيـر الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان"

للشيخ : عبدالرحمن السعدي رحمه الله تعالى

ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ

( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم .. )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.