السلحفا الذكية 2024.

كان هناك غابة جميلة يعيش سكانها في نظام ومحبة* ويتعاونون مع بعضهم البعض ويتجاورون في مودة وإخاء* وفي يوم من الأيام خرجت الحيوانات تفتش عن طعامها في كل أنحاء الغابة* وتجدّ في سعيها في هدوء وأمان.
وإذا بصوت الأسد يزمجر بالغابة ويملؤها رعباً* فخافت الحيوانات وتركت ماكانت تبحث عنه* وصار همها أن تتوارى عن أعين الأسد الغاضب والجائع.

وبينما كان الأسد يقفز من مكان لآخر بحثاً عن طعام يسكت فيه جوعه* وجد سلحفاة صغيرة لم تستطع الاختباء لأنها بطيئة الحركة* فأوقفها الأسد وقال لها: أليس في الغابة حيوان أكبر منك يسكت جوعي؟
فقالت السلحفاة: إنني ياسيدي الأسد مسكينة فجميع الحيوانات تستطيع الاختباء إذا داهمها خطر أما أنا فلا.
فقال لها الأسد:اسكتي أيها الصغيرة* سآكلك رغماً عنك فإنني لم أجد أرنباً أو غزالاً* ووجدتك في طريقي فهل أتركك وأنا أتضور جوعاً?؟؟

فقالت السلحفاة:إنك لن تشبع ياسيدي إذا أكلتني* بل على العكس سيتحرك الجوع فيك أكثر.
فصاح فيها الأسد: لن تستطيعي إقناعي* سآكلك يعني سآكلك. فردت عليه السلحفاة بأسى: رضيت بما قدره الله لي ولكن قبل أن تأكلني لي عندك رجاء. فقال لها الأسد: ماهو؟ فأجابته السلحفاة: لا تعذبني قبل أكلي* فإني أرضى أن تدوسني بقدميك* أو أن تضربني بجذع شجرة ضخمة…ولكني أرجوك ألا ترميني بهذا النهر.

فضحك الأسد وقال لها: سأفعل عكس ما طلبت مني* بل سأرميك أيتها المخلوق الحقير… فتظاهرت السلحفاة بالبكاء والخوف* فأخذها الأسد ورمى بها في النهر* ولكن السلحفاة الذكية ما لبثت أن ضحكت وقالت للأسد: يالك من حيوان غبي ألا تعرف أنني أعيش في الماء ولا أخاف منه لأني أجيد السباحة؟
ليس العبرة في ضخامة الأجسام وإنما العبرة في فطنة العقول* وهكذا استطاعت السلحفاة أن تنجو من الأسد بفضل ذكائها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.