وكانت أمه دائماً تنبهه وتحذره من ضرر هذا الطعام على صحته دون جدوى
وفي أحد الأيام اجتمعت الأسرة على مائدة الطعام، وأخذوا يأكلون
ويتبادلون الأحاديث الحلوة، وكان سعيد كعادته
يجلس وحده يتناول طعامه المفضل، الشيبس والعصير الملون
وفجأة صرخ سعيد من الألم، وهو يمسك بطنه ويتلوى على الأرض
ركضت أمه وأبوه وإخوته إليه، وحملوه إلى سريره، وأمه تتحسس
حرارته، وموضع الألم، وسعيد يصرخ ويصرخ
حمل الأب سعيداً وركض به إلى جارهم الطبيب الذي يسكن قريباً منهم
وبعد أن فحص الطبيب سعيداً سأله عما أكله في هذا اليوم
أجاب أبو سعيد
كعادته يا دكتور.. لقد أكل الشيبس والعصير الملون فقط
هزّ الطبيب رأسه وقال
إن سعيداً بحاجة إلى علاج، وقد يحتاج إلى عملية، إذا استمر بتناول هذا الطعام
الضار المؤذي الخالي من الفيتامينات والبروتينات الضرورية.
صاح سعيد مذعوراً
عملية.. ماذا.. عملية.. كل أصحابي يأكلون ما آكل ولم يحدث معهم شيئاً
قال الطبيب
يا بني .. ليست كل الأجسام متشابهة، وسيصاب بالأذى كل طفل يتناول الكثير
من هذه الأطعمة المؤذية، ولم يتناول ما ينفعه
قال سعيد ودموع الألم تغسل وجهه
أعدك يا دكتور ألا أعود إلى هذا الطعام مرة أخرى.. لا أريد العملية لا أريد
أعطى الطبيب إبرة مهدئ لسعيد
فجأة رأى سعيد نفسه بين مجموعة من الفواكه والخضار، يأخذ لقمة من البرتقالة، ولقمة من
البندورة، وهو سعيد بطعمهم اللذيذ، وكأنه يأكلها لأول مرة
وإذا به يرى لوحة مكتوب عليها –فيتامينات- حملها سعيد وأخذ يهتف فيتامينات فيتامينات
أمسكت أم سعيد يد سعيد وأخذت تتحسسها بلطف وحنان
فتح سعيد عينيه ونظر إلى أمه وقال لها
ماما أريد الأرز بالحليب، وفطيرة جبنة مع كأس من العصير من صنع يديك الحلوتين، وليس من السوق
تبسمت الأم ورفعت يديها تحمد الله على شفاء ابنها وحبيبها سعيد