فوائد الصراحة بين الزوجين – الصراحة بين الزوجين نعمة أم نقمة؟ 2024.

فوائد الصراحة بين الزوجينالصراحة بين الزوجين نعمة أم نقمة؟
فوائد الصراحة بين الزوجينالصراحة بين الزوجين نعمة أم نقمة؟

خليجية

انهمرت دموعها باكية بلا توقف تحكي واقعة حدثت لها مع زوجها الذي أخبرته في أحد الأيام قصة خلافها مع شقيقتها الوحيدة، إلا أنها فوجئت به في يوم آخر وأثناء تناقشهما حول بعض الأمور وهو يعايرها بوقائع خلافها مع شقيقتها الذي حكته له، وأضافت: لم أتوقع منه الإساءة لي بهذا الأسلوب الذي أكد لي أنني توهمت حسن استماعه لي وتعاطفه معي، وعندما أراد الكيل لي ألقى في وجهي بذلك الخلاف ليثبت لي أنني دائما أخطئ مع الآخرين.

ذكرتني كلماتها بحديث كنت سمعته من جدتي عندما كانت تنصح إحدى بناتها التي كانت على خلاف مع زوجها حينما قالت لها إن عليها ألا تبث لزوجها تفاصيل ما يقع لها مع أسرتها أو صديقاتها، كما عليها الاحتفاظ ببعض من الأسرار التي لا ينجم عن الكشف عنها مضرة أو مصلحة، كجزء من خصوصياتها. وضربت لها عدداً من الأمثلة وقتها كان من بينها دخلها المادي، وحقيقة ما تنفقه في المنزل، ووزنها، وعدد من سبق لهم التقدم لخطبتها قبل الزواج به، وغيرها من الأمور، وهي تؤكد لها أن ما يتردد عن الصراحة المتناهية بين الزوجين وهم لا حقيقة له في الواقع. ويتجدد سؤال قديم كثيراً ما طرح للنقاش وأثار الجدل، إلى أيهما نستمع رأي الجدات والأمهات اللاتي ينصحن بإخفاء بعض التفاصيل والأسرار بين الزوجين، أم رأي الدراسات وعلماء الاجتماع والنفس الذين يؤكدون على الصراحة التامة بين الزوجين؟.

على مدى سنوات مضت تناولت فيها الدراسات تلك القضية وأجمعت على ضرورة توفر الصراحة في الحياة الزوجية، لكنها لم تتفق على ملامحها أو مقدارها بين الأزواج. ففيما رأي البعض ضرورة قيام الحياة الزوجية على الصراحة المتناهية، نادت آراء أخرى بتجنب الصراحة في بعض الأمور التي من الممكن تسببها في إثارة الخلافات بين الزوجين.

الدكتور هاشم بحري، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، أكد أن الصراحة أحد الأسس التي يقوم عليها الزواج، لكنه اشترط فيها أن تمتزج بالعبارة النبوية التي تقول "المؤمن كيس فطن". ويشرح رأيه قائلاً: "العلاقة الزوجية علاقة بشرية في المقام الأول والأخير، فهي تقوم بين رجل وامرأة، قد تجمعهما الظروف كأصدقاء في العمل أو أشقاء في الحياة وما إلى ذلك. وأي علاقة بشرية يُرجى منها النجاح، تتطلب وجود الثقة بين طرفيها، والثقة تبنى على الصراحة والصدق في التعامل. لكن علينا أن نفرق بين الصراحة والصدق، وبين الثرثرة وقلة الفطنة التي قد تدفع في بعض الأحيان إلى البوح بتفاصيل لا تساهم إلا في سوء العلاقة. وأتذكر هنا زوجاً كان قد جاء إليّ يشكو لي زوجته التي لا تكف عن الشكوى له من كل علاقاتها، وعلى رأسها بالطبع الشكوى من أهله وأهلها. وعندما نبهها إلى أن ذلك الأمر يضايقه ويقلل من حبه لها، اتهمته بأنه لا يريدها أن تكون صريحة معه، وأكدت له أنها صريحة ولا تحب إخفاء أي أمر عنه. وقتها كان الزوج يطلب مني النصيحة، حيث كان يريد الانفصال عن زوجته، فإلى هذا الحد وصلت العلاقة التي تظن فيها الزوجة أنها تمتلك صفة حميدة ألا وهي سمة الصراحة، وهذا غير حقيقي. فلكل شيء حدود، وعلى كل زوج وزوجة أن يمتلك المقياس الذي يقدر به عدداً من الأمور في تلك القضية، مثل ماذا يقول، ومتى وكيف. على سبيل المثال، فإن الحديث بصراحة مطلقة عن علاقتهما بأصدقائهما أو أسرتيهما من الأمور الخاطئة، فالأهل والأصدقاء لهم أسرارهم الخاصة التي يجب الحرص عليها وعدم إفشائها. كما أن الإعلان عنها لن يفيد أي طرف، على العكس قد يسبب بعض الضرر. كما أنها قد تكون في ذهن الطرف المستمع، سواء كان الزوج أو الزوجة، صورة ذهنية معينة عن الطرف الآخر، مثل كونه لا يحفظ الأسرار، أو لا يحسن التصرف في بعض الأمور. هناك أيضاً علاقات الطرفين السابقة للزواج من الممكن الحديث عنها بشكل عابر، لكن من دون الدخول في التفاصيل. فيجب أن تكون هناك حدود للصراحة وإلا تحولت إلى نقمة تدمر العلاقة الزوجية، خاصة إذا كان الزوجان ليسا على درجة كافية من التفهم والوعي والثقة المتبادلة".

"الستات ما يعرفوش يكذبوا" أحد كلاسيكيات السينما المصرية التي قدمت في أربعينات القرن الماضي وحمل عنوانه نوعاً من السخرية على قدرة النساء الهائلة في الكذب واختلاق المواقف التي تدعم مواقفهن. إلا أن محمد (39 سنة)، يشكو من زوجته التي لا تتورع عن مواجهته بسوء اختياره لملابسه، أو إهماله لمظهره في بعض الأحيان، أو سخافة دعابة ألقاها من دون أن تنجح في انتزاع ضحكتها. وهو سلوك تبرره الزوجة بأن الحديث بين الزوجين يجب أن يكون صريحاً إلى أقصى الحدود من دون مواربة وإلا فلا داعي له!. تلك الشخصية يعلق عليها الدكتور يحيى الرخاوي بقوله: "هناك شخصيات مندفعة لا تعرف التحكم في حديثها، وهي لا تعترف بوجود قصور في سلوكها هذا، وهي شخصيات تحتاج إلى إعادة تأهيل، سواء من الرجال أو النساء"، ويضيف: "الكذب وعدم المصارحة بين الزوجين يؤدي إلى انعدام الثقة بينهما، لكن المجاملة والكلمات الرقيقة ومعرفة صياغة الجملة والخبر المراد نقله أيضاً من أهم أسباب السعادة في منزل الزوجية. وإن كنت أعتقد أن في العصر الحالي باتت انعدام الصراحة بين الزوجين، هي المشكلة بسبب بعض المعتقدات الخاطئة، سواء من جانب الزوج أو الزوجة. فبعض الرجال يعتقدون أن حديثهم بصراحة مع زوجاتهم يفقدهم بعضاً من هيبتهم، وهي ظاهرة ترتبط بشدة بثقافة المجتمع الشرقي، التي تشدد على قوة الرجل ومنزلته لدى زوجته، فيخفي عنها حتى مشاعره نحوها خوفاً من تدللها عليه وفقدانه السيطرة عليها. كذلك نجد بعض الزوجات بتن يرفضن مصارحة أزواجهن بأخطاء وقعن بها أو بحقيقة دخلهن إن كن عاملات، بدعوى تأمين حياتهن، وهو أمر يؤثر في الثقة بين الزوجين".

وما بين الخوف من الصراحة المطلقة والتشكك في وجودها بين الزوجين في تلك الأيام، يبقى السؤال: ماذا نقول، وكيف، ومتى؟.. الخبراء يؤكدون أن الإجابة عن هذه التساؤلات بعقلانية، تمنحنا معرفة قدر الصراحة المطلوبة بين الزوجين.

فوائد الصراحة بين الزوجينالصراحة بين الزوجين نعمة أم نقمة؟
فوائد الصراحة بين الزوجينالصراحة بين الزوجين نعمة أم نقمة؟

الحاجات العاطفية للرجل والمرأة – احتياجات الزوجين 2024.

الحاجات العاطفية للرجل والمرأةاحتياجات الزوجين
الحاجات العاطفية للرجل والمرأةاحتياجات الزوجين


خليجية

لابد أن يعرف الرجل والمرأة أن الحاجات العاطفية لكل منهما تختلف عن الآخر، فمن الخطأ أن يقدم الرجل الحب والعاطفة للمرأة على الطريقة التي يفضلها هو لا على الطريقة التي تفضلها هي أو العكس. فلكل منهما طريقته الخاصة.
فالرجل مثلاً يحتاج إلى الحب الذي يحمل معه الثقة به وقبوله كما هو، والحب الذي يعبر عن تقدير جهوده وما يقدمه.
بينما تحتاج المرأة إلى الحب يحمل معه رعايتها وأنه يستمع إليها، وأن مشاعرها تفهم وتقدر وتحترم.

ويمكن أن نذكر تلك الحاجات فيما يلي:
1ـ ثقة المرأة بالرجل ـ رعاية الرجل للمرأة:
ـ عندما تثق المرأة في قدرة زوجها، فإنه يصبح أكثر رغبة في رعايتها وخدمتها.
وكذلك عندما يقوم الرجل برعاية زوجته فإنها تصبح أكثر قدرة على الثقة العميقة به وبإمكاناته.

2ـ قبول المرأة للرجل ـ تفهم الرجل للمرأة:
ـ يحتاج الرجل أن يشعر بأن زوجته تتقبله كما هو، دون أن تحاول تغييره، وتترك له أمر تحسين نفسه إذا احتاج لذلك.
ـ وتحتاج المرأة أن تشعر بأن زوجها يستمع إليها ويفهمها، ويصغي إليها وإلى مشاعرها وعواطفها، وهناك دورة لكل من قبول المرأة للرجل وتفهم الرجل للمرأة، فكلما تقبلت المرأة زوجها، كلما كان أقدر على الاستماع إليها وتفهمها، وكلما استمع إليها أكثر، كلما زاد تقبلها له .. وهكذا.

3ـ تقدير المرأة للرجل ـ احترام الرجل للمرأة:
ـ يحتاج الرجل أن يشعر أن زوجته تقدر ما يبذله من أجلها وما يقدمه لإسعادها.
ـ بينما تحتاج المرأة أن تدرك أن زوجها يحترمها عندما يعطي أهمية أولى لمشاعرها وحاجاتها ورغباتها وأمانيها وذلك من خلال تذكر المناسبات الهامة لها، القيام بالأعمال المادية التي تظهر اهتمامه بها كالهدية أو باقة الورد.

4ـ إعجاب المرأة بالرجل ـ تفاني الرجل للمرأة:
ـ يحتاج الرجل إلى الشعور بأن زوجته معجبة به، وعندما يشعر الرجل بإعجاب زوجته به، فإن هذا يدفعه للتفاني أكثر في خدمتها ورعايتها.
ـ بينما تحتاج المرأة للشعور بأن زوجها يتفانى في خدمتها ويسخر نفسه لرعايتها، وحمايتها، وسيزداد إعجاب المرأة بزوجها عندما تشعر بأنها رقم واحد في حياته.

5ـ تشجيع المرأة للرجل ـ طمأنة الرجل للمرأة:
ـ يحتاج الرجل إلى تشجيع المرأة، وهذا التشجيع يعطي الدافع القوي للبذل والعطاء أكثر.
ـ بينما تحتاج المرأة إلى استمرار طمأنة الرجل لها، ويكون ذلك من خلال إظهار رعايته وتفهمه واحترامه لها، وإقراره لمشاعرها وتفانيه في حبها ورعايتها.

كيف تحسب النقاط عند الجنسين؟
من المهم أن يفهم كل من الرجل والمرأة كيف يحسب كل منهما النقاط للآخر، فالرجل عادة يتصور أنه سيحقق نقاطًا أكثر ويزداد تقدير شريكة حياته له إذا قدم لها شيئًا كبيرًا، كأن يشتري لها سوارًا من ذهب أو يوفر مصروفات المدرسة لأبنائه.
والمرأة تحسب النقاط على نحو مختلف، إذ لا أهمية لديها لحجم هدايا الحب، فكل هدية تساوي نقطة واحة، فالطريقة التي تحسب بها المرأة النقاط ليست مجرد عملية تفضيلية ولكنها احتياج حقيقي لكي تشعر بالحب في علاقتها.
إذن لا شيء أهم من المشاعر بالنسبة للمرأة، وأي رجل يريد إسعاد زوجته، يجب أن يعرف كيف يدير مشاعرها.
والرجل الذي يهين زوجته أمام الناس أو أمام أهله وأولادها، فهو حقيقة رجل بلا شعور.
الحاجات العاطفية للرجل والمرأةاحتياجات الزوجين
الحاجات العاطفية للرجل والمرأةاحتياجات الزوجين

سلمتْ آنآملج غلاتي ع هآلطرح آلرائع ،
نرقبْ آلزُ?دَ منْ يدآج ، يعطيج ربيـہ? مليآرَ عآفيـہ?
ربيــہ? يحّفظج الغلا ..

اكتر من رووووووعه

لكل زوج او زوجه مهمومه علاجك بالداخل – لكل حزين من الزوجين 2024.

لكل زوج او زوجه مهمومه علاجك بالداخللكل حزين من الزوجين
لكل زوج او زوجه مهمومه علاجك بالداخللكل حزين من الزوجين

خليجية خليجية

خليجية

مشاكل

ليس لها حلول

الانتحار الحل الوحيد

ساقفز

وبالفعل قفزت

انه الطابق التاسع .. انه الزوج والزوجة السعيدان المعروفان في المبنى ..


( انهما يتشاجران)


لم يكونا سعيدين أبداً

انه الطابق الثامن


اليسه هذا الشاب الضحوك في المبني


انه يبكي بشده ؟؟

الطابق السابع


اليست هذه المرأه الاكثر نشاطا في المبني

ماذا تفعل ؟


ماهذا الوجه الشاحب وما كل هذه الادويه


انها تاخذ ادويتها تبدو مريضه جدا

انه الطابق السادس..


أليس هذا جارنا المهندس لقد تخرج منذ خمس سنوات


مازال يشترى سبع صحف يوميا ليبحث عن عمل !!

انه الطابق الخامس


انه جارنا العجوز .. ينتظر أحداً يزوره ويسأل عن أحوالهانه ينتظر اولاده وبناته المتزوجين


ولكن بابه لم يدق يوما


يبدو حزينا

انه الطابق الرابع


أليست هذه جارتنا الأنيقة الجميلة المتبسمة ..!


انها تنظر إلى صورة زوجها الراحل منذ ثلاث سنين وتبكيه

قبل أن أقفز من المبنى اعتقدت بأنني الشخص الأكثر حزناً وبؤساً

الأن أدركت أن لكل شخص مشاكله وأحزانه الخاصة

وبعدما شاهدت كل هذا وجدت أن حزني وبؤسي في الحقيقة لم يكن سيئاً على الإطلاق

الناس الذين رأيتهم وانا أقفز ينظرون إلي الآن ! ..

لو ان كل واحد منا فكر ان لغيره مصيبة أعظم من مصيبته


لكان سعيدا

فاحمد ربك


هل وصلتكم الرسالة ؟؟؟

خليجية


لا تبتاس لدنيا فانيه كل ما فيها لاتساوي عند الله جناح بعوضه

واعلم ان الله مع الصابرين


خليجية
لا تكتمل روعة الموضوع إلا بوضع ردودكم..

مع تحياتى وحبي لكن
خليجية

خليجية خليجية

لكل زوج او زوجه مهمومه علاجك بالداخللكل حزين من الزوجين
لكل زوج او زوجه مهمومه علاجك بالداخللكل حزين من الزوجين

موضوع جميل

ومافي احد كامل المواصفات سواء ف المراءه او الرجل

دعاء بسيط وجميل يجعل الحب دائم بين الزوجين 2024.

قبل ما ارتبط بزوجى وقبل ان اراه كنت اتمنى من الله ان يرزقنى بزوج صالح والحمد لله ربنا استجاب لدعائى ورزقنى بنعمه الزوج الحمد لله ومن حبى له كنت دوما ادعى الله سبحانه وتعالى واقول
( اللهم اجعل زواجنا كالشجرة الطيبة اصلها ثابت وفرعها فى السماء واملأه بالحب والمودة والعشرة الطيبة اللهم امين ) وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم
وبالفعل اعيش مع زوجى حياة طيبة مليئة بالمودة والحمد لله اتمنى ان تقولوا هذا الدعاء لأننى اتمنى ان تعيشوا جميعا حياة طيبة ينظمها لكم المولى عزوجل واعلموا ان لايوجد اكرم ولا احن من الله سبحانه وتعالى علينا اختكم فى الله فرحة انى احبكم فى الله

بارك الله لكى واسعدك ربى فى الدنيا والاخره

الله يعطيك الف عافيه اعجبت كثيرا بكل مواضيعك والصراحه اني سببب دخولي هذا الموقع لان مواضيعك روعه ممكن اتواصل معك احتاج بعد اذنك شويه مساعده

خليجية

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غدير روح ماما خليجية
الله يعطيك الف عافيه اعجبت كثيرا بكل مواضيعك والصراحه اني سببب دخولي هذا الموقع لان مواضيعك روعه ممكن اتواصل معك احتاج بعد اذنك شويه مساعده

يااشجان الحسن

الله يعطيك العافيه

امين لي ولكي ولكل المسلمين

جزاك الله خير

التفاهم بين الزوجين . متعة الحياة الزوجيه 2024.

لا تخلو أي أسرة من مشكلات ، وسوء تفاهم ، وقلة استماع من كلا الطرفين للآخر، لسبب أو لغيره، لكن ذلك درجات، منها ما يطاق، ويعد طبيعيا في كل الأسر، ومنها ما لا يطاق ولا يعد طبعيًّا، مما يؤدى إلى تفكك الأسرة، وانفراط عقدها المنظوم، وهو موجود في أسر دون أخرى.
ولاشك أن خلف كل دخان نارًا، ولكل داء دواء، فإذا تم تشخيص الداء سهل علينا وصف الدواء.
فللتفاهم دوره الكبير في استقرار الحياة الزوجية، وأثره الخطير في تجفيف منابع المشكلات اليومية من جذورها بين الزوجين، وإلا استفحلت المشكلة، وتضخمت، واستعصت على الحل، مما يؤدى إلى ما لا يحمد عقباه.
ومطلوب من الزوجين كليهما المصارحة والوضوح، وإفضاء كل منهما بما يختلج في صدره للآخر، وأن يكون كل منهما على درجة عالية من التفاهم والتواضع، وصفحة مفتوحة وواضحة لشريك حياته.
ولا أستطيع أن أحدد هنا على من يقع الجزء الأكبر من المسئولية في هذا الموضوع؟
الزوج يخرج من بيته، ويعود آخر اليوم وذهنه مليء بالمشاغل بعيدًا عن بيته، ويدور في عقله أكثر من أمر يرتبط بعمله وعلاقاته المتشابكة التي ليست للمرأة.
والزوجة عندها كذلك ما يكفيها من مهام بيتها، وحقوق زوجها، وما تلاقيه من عنت مع أبنائها، يضاف إلى ذلك طبيعة تكوينها التي تتغلب فيها العاطفة على العقل، وبالتالي يؤثر في نفسها أقل شيء، ومن هنا كانت وصية النبي بحسن معاملتهن في غير موضع.
فالحق أنها قضية تقع على عاتق الزوجين كليهما، وأن يُعنى كل طرف منهما بها إن كانا يريدان للسفينة أن تسير، وللحياة أن تستقر.
وهو نوع من العشرة بالمعروف، ولو تعلم الزوجة ما يدور بعقل زوجها وهو قادم من عمله، ومدى ما يعانيه من استفراغ للطاقة، واستهلاك للقوى البدنية لاستقبلته استقبالاً حسنًا، ومسحت بيديها على هذا التعب وتلك المشقة، وفتحت له صدرها لتحتضن متاعبه وآلامه، فيستعيد قواه، وينسى ما مر به من تعب، وما بذل من جهد، فيرتد قويًّا تتجدد فيه دماء الحياة كأنما نشط من عقال.
ولكن الذي يحدث أنها تعاجله بما حدث من الأحداث، وما حدث من الجارات، وربما تعدى الأمر إلى حكاياتها مع الأهل، وغير ذلك من آمال المستقبل.
وليس من العشرة بالمعروف أن تكون الزوجة كذلك، ولا من الحكمة أن تسارع إليه بحديث في وقت يحتاج فيه للصمت والهدوء، بل تحسن الاستماع لكل ما يقول، وتبدى اهتمامًا بالغًا لكل ما يتحدث به، فإذا أخذ قسطه من الراحة وحظه من الود والحب، ونصيبه من الأنس والقرب، فلا بأس أن تبوح له بما تريد إن رأت في عينيه القبول، حينئذٍ ستجد صدرًا منشرحًا وآذانًا مصغية، ومن الحكمة ألا تتكلم الزوجة حيث يجب الصمت، ولا تصمت حيث يجب الكلام.
ولتكن قدوتها في ذلك أم المؤمنين خديجة (رضى الله عنه وأرضاها) التي لم ترَ النبي مهمومًا في وقت من الأوقات إلا سرَّت عنه، وأذهبت ما به من قلق، وبعثت فيه القوة والحماس.روى البخاري ومسلم في صحيحهما من حديث عائشة أم المؤمنين أنه لما نزل جبريل بمطلع سورة العلق على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) رجع بها "يرجف فؤاده، فدخل على خديجة بنت خويلد (رضى الله عنها) فقال: زمِّلونى زملونى، فزملوه حتى ذهب عنه الروع، فقال لخديجة وأخبرها الخبر: لقد خشيت على نفسي، فقالت خديجة: كلا والله ما يخزيك الله أبدًا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقرى الضيف، وتعين على نوائب الحق، فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن عم خديجة " الحديث.
وقال ابن حجر: "وفى هذه القصة من الفوائد استحباب تأنيس من نزل به أمر بذكر تيسيره عليه، وتهوينه لديه، وأن من نزل به أمر استحب له أن يطلع عليه من يثق بنصيحته وصحة رأيه".
والزوجة التي تعلم أن زوجها هو جنتها ونارها، كما روى الحاكم عن حصين ابن محصن قال حدثتني عمتي قالت: أتيت النبي (صلى الله عليه وسلم) في بعض الحاجة فقال: "أي هذه! أذات بعل أنت؟ قلت نعم. قال: كيف أنت له؟ قالت: ما ألوه إلا ما عجزت عنه. قال: فأين أنت منه، فإنما هو جنتك ونارك".
الزوجة التي تعلم ذلك إذا غضبت من زوجها، أو أساء إليها، أو عصته قالت: "هذه يدي في يدك لا أكتحل بغمض حتى ترضى".
تسارع إليه إن كان هناك غضب، ولا تنتظر أو تبحث عن المخطئ؛ لأن الأمر أكبر من ذلك، إنه جنتها ونارها.

ومن ناحية الزوج ينبغي أن يقدر ما تعانيه المرأة طوال النهار من عنت في البيت، ومع الأبناء، ويتسع صدره لحديثها، ويدرك أنها تنتظره طول اليوم حتى تفضي له بمكنون نفسها، ويحسن الاستماع إليها، ويبدى اهتمامه لما تهتم به، فإذا أدرك الزوج طبيعة النساء علم أن الكلام عندهن شهوة، فضلاً عن أن يكون هناك شيء يتصل بالحياة بينه وبينها، وهى مع ذلك غسالة لثيابه، طاهية لطعامه، مربية لولده، مطفئة لشهوته.وقدوته في ذلك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الذي أوصى بالنساء خيرًا في مواضع كثيرة، حتى في خطبة الوداع، وهى آخر ما ألقاه النبي (صلى الله عليه وسلم) من نصح لأمته، فكأن الذي يفرط في ذلك يكون قد فرط في آخر وصايا رسول الله.

وقد ضرب لنا المثل حينما جلس إلى السيدة عائشة (رضى الله عنها) وهى تحكى على مسامعه حديث أم زرع الذي يحتوى على حال إحدى عشرة امرأة مع أزواجهن، وقد استغرق الحديث في صحيح مسلم ست صفحات كاملات.

وقال لها في النهاية – وكأني به يتبسم (صلى الله عليه وسلم) – "كنت لك كأبى زرع لأم زرع"، ومع طول الحديث، وجزالة ألفاظه لم يمل الرسول (عليه السلام) من الحديث، بل قال في النهاية ما يسعد زوجته، ويدخل السرور عليها، وهو ما يدل أن الرسول لا يتكلف هذا الخلق إنما هو من سجاياه.
وما أجمل ما قاله الأستاذ سيد قطب، وهو يفسر قوله تعالى: {وعاشروهن بالمعروف}: "والإسلام الذي ينظر إلى البيت بوصفه سكنًا، وأمنًا، وسلامًا، وينظر إلى العلاقة بين الزوجين بوصفها مودة ورحمة وأنسًا، ويقيم هذه الآصرة على الاختيار المطلق، كي تقوم على التجاوب والتعاطف والتحاب، هو الإسلام ذاته الذي يقول للأزواج {فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئًا ويجعل الله فيه خيرًا كثيرًا} كي يستأنى بعقدة الزوجية، فلا تُفصم لأول خاطرة، وكي يستمسك بعقدة الزوجية فلا تنفك لأول نزوة، وكي يحفظ لهذه المؤسسة الإنسانية الكبرى جديتها، فلا يجعلها عرضة لنزوة العاطفة المتقلبة، وحماقة الميل الطائر هنا وهناك".
فعندما يتوافر التفاهم بين الزوجين، والاتفاق على طريقة معينة لهذا التفاهم، ويُحسن كل طرف منهما الاستماع للآخر، ويبدى اهتمامه لما يهتم به صاحبه – عندها فقط – تسير الحياة هادئة هانئة، تغشاها الرحمة، وتتنزل عليها السكينة، وتحيط بها المودة، ويلمؤها الحب والوفاء

( معلم الحب وحلال المشاكل ).