لعل ابرز هموم المرأة على صعيد صحتها و بالتالي جمالها اينما كانت ، هو هم المرض … و أي مرض ؟
انه هم السرطان – سرطان الثدي ، السرطان الاكثر انتشاراً بينهن ، لكن الاكتشاف المبكر لهذا المرض يزيد من فرصة الشفاء الكامل الى /59 % / كما اشارت الكثير من البحوث الطبية و اكدته العديد من الحالات التي تماثلت للشفاء كما ان الاكتشاف المبكر يعمل على توفير الموارد الصحية اللازمة للشفاء ، و يقلل من حجم تكاليف علاج الحلات المتقدمة .
و للحديث عن هذا الداء الخبيث من اجل توضيح الاعراض و العلامات لهذا الداء و العوامل التي تزيد نسبة حدوثه و الوقاية منه و آخر المستجدات العلاجية التقت صحيفة الفرات الدكتور ناصر بدران اختصاصي جراحة الصدر و الغدد و الجراحة العامة من فرنسا .
ان الثدي هو غدة مفرزة للحليب فعالة عند النساء ضامرة عند الذكور و هذه الغدة معرضة للاصابة بالسرطانات مثل باقي الاعضاء لكن اصابتها بالتسرطن و علاجها له بعض الخصوصية كونها تتأثر بالهرمونات الانثوية ( الستروجين ، البرجستيرون ) و تصاب اكثر من مليون امرأة سنوياً بالعالم بمرض سرطان الثدي و ان نسبة سرطان الثدي في سورية تشكل ربع حالات السرطان عند النساء و قد لوحظ في الفترة الاخيرة زدياد المضطرد في نسبة سرطان الثدي و التي تعادل في الوقت الحالي حوالي /02-52 % / و هذا الازدياد خاصة في فئات النساء الاصغر سناً على عكس الدول الغربية .
بالمقابل فإنه اذا ما تم اكتشاف المرض باكراً و عولج بشكل صحيح و باكر فإن نسبة الوفيات تنخفض بشكل كبير جداً لذا يجب على كل امرأة معرفة الاعراض و العلامات لسرطان الثدي من اجل الكشف المبكر و العلاج الناجح و هذه العراض و العلامات هي :
– وجود ورم او تثخن بالثدي او تحت الابط .
– تغير في شكل او حجم او تدوير الثدي .
– وجود افرازات من الحلمة / غير الحليب / .
– تغير في لون او ملمس الثدي .
– تغير في لون الحلمة او بروزها او انقلاب الحلمة او تغير في جلد الحلمة / طفح /.او الم في الحلمة .
كما يصحب هذه الاعراض في المراحل المتقدمة فقدان في الشهية و انخفاض في الوزن و الالام في مناطق مختلفة من الجسم .
عوامل تزيد من نسبة حدوث الاصابة
ايضاً يجب ان نعلم ان هناك عوامل تزيد من نسبة حدوث الاصابة بسرطان الثدي و هذه العوامل هي :
– العمر : تزيد نسبة احتمال الاصابة بهذا المرض كلما زاد سن السيدة و هناك حوالي /77% / .من حالات سرطان الثدي تشخص بعد سن /55/ عاماً في حين ان هذه النسبة تبلغ فقط /81 % / عند النساء في الاربعينيات من عمرهن .
– العوامل الوراثية : تشير الاحصائيات الى ان نسبة 5-01 % من حالات سرطان الثدي لها مسببات وراثية و يذكر ان خطورة الاصابة ترتفع ايضاً مع وجود حالة مماثلة لدى قريبات مباشرات / الام – الاخت – الخالة – العمة – او الجدة / و في حال كانت الاخت او الام أو الابنة مصابة فإن الخطورة تزداد ضعفين ، أما اذا كانت ثمة حالتين فإن احتمال الخطر يزداد خمسة اضعاف . كما ان وجود قريبتين في العائلة او اكثر اصيبتا بسرطان المبيض فإن خطر الاصابة بسرطان الثدي يزداد .
– الاصابة بسرطان الثدي : عند التعرض للإصابة بسرطان الثدي فان احتمال خطر الاصابة في الثدي الآخر ترتفع بنسبة 3 الى 4 اضعاف .
– وجود تغيرات غير طبيعية في انسجة الثدي مثل فرط تصنع منمي شذوذ خلوي
– علاج اشعاعي في الصدر: في فترة سابقة
– الدورة الطمثية : بدء الدورات الطمثية بشكل مبكر ( قبل سن 21 سنة ) أو تأخر سن انقطاع الطمث بعد سن 55 سنة
– عدم الانجاب او تأخر حمل لما بعد 03 سنة .
– موانع الحمل التي تؤخذ عبر الفم : هناك احتمال استناداً الى عدة دراسات ان يؤدي استعمال موانع الحمل عبر الفم الى ارتفاع بسيط في نسبة التعرض للاصابة بسرطان الثدي خاصة عند اليافعات .
– استعمال هرمون الاستروجين او البرجسترون : عند سن انقطاع الطمث ، و في هذه الحالة يجري مناقشة فوائد و مضار هذا العلاج مع الطبيب قبل البدء في تناوله .
– الرضاعة : ممكن ان يقلل الارضاع الطبيعي من الثدي الى حد من نسبة الاصابة بسرطان الثدي خصوصاً اذا تواصل الارضاع لمدة سنة و نصف الى سنتين .
– و قد اثبتت الدراسات ان النساء المنجبات لعدد اكبر من اولاد و المرضعات لمدة اول ان تكون نسبة تعرضهن بسرطان الثدي اقل من غيرهن
– الكحول : من الممكن ان يزيد تناول الكحول من احتمال التعرض للاصابة بنسبة مرة و نصف
– السمنة المفرطة و الطعام الغني بالدسم : خصوصاً بعد سن اليأس في حين ان السمنة لا تشكل عاملاً اضافياً في حال وجدت منذ الصغر .
– الرياضة : تخفف الرياضة اذا تمت ممارستها بانتظام من خطر الاصابة حتى و الو اقتصرت على 52،1- 03،2 ساعة في الاسبوع حيث انها في هذه الحال تؤدي الى تخفيف الخطر بنسة 81 % .
– التلوث البيئي : بواسطة بعض الادوية القاتلة للحشرات و الملوثات الاخرى
– التدخين : ممكن ان يزيد من نسبة الاصابة و لكن لم تثبت الدراسات هذا الامر بصورة قاطعة .
و أردف الدكتور البدران قائلاً
الامر الثالث الذ ي نبغي أن تكون النساء على دراية به من اجل الكشف المبكر والوقاية من السرطان الثدي هو ضرورة الفحص الذاتي للثدي ووقت وطريقة إجرائه :
على كل امرأة فوق سن 02 أن تجري فحص لصدرها مرة كل شهر
إذا كانت السيدة ماتزال في مرحلة الحيض ، فعليها القيام بإجراء الفحص في اليوم الثالث الى الرابع بعد نهاية الدورة .
أما إذا كانت السيدة قد بلغت سن انقطاع الطمث فيمكن عندها أجراء الفحص خلال الشهر وذلك كل 03 يوماً
يجب ان يتم أجراء الفحص الذاتي بعد الرضاعة وبشكل شهري .
وإن طريقة أجراء الفحص الذاتي للثدي تتم على الشكل التالي :
– الوقوف أمام المرآة والنظر الى الثدي لملاحظة الأمور التالية :
التغير في البشرة ، التغير في الشكل . انكماش الحلمة الى داخل الثدي .
يبدأ الفحص بالاستلقاء بشكل مريح مع رفع الذراع الأيسر وثنيها خلف الرأس ، تفحص كل مناطق الجهة الأيسر للصدر باستخدام اليد اليمنى في شكل حركات دائرية مع تحسس الحلمة بشكل نصف قطري أو بشكل عامودي للأعلى والأسفل للتأكد من عدم وجود أي أورام أو مناطق حيث النسيج فيها صلب . ثم تفحص منطقة تحت الابط الايسر للتأكد من عدم وجود أي أورام .
تكرر بعدها العملية نفسها في الثدي الأيمن ومنطقة تحت الابط اليمنى .
في كل مرة يجري الضغط على الحلمة للتأكد من عدم وجود أي إفرازات .
وتجدر الاشارة الى أنه من الممكن إجراء الفحص الذاتي للثدي خلال الاستحمام ايضاً حيث أن الايادي المبتلة بالصابون تنساب بشكل افضل على البشرة .
وفي حال وجود أي من التغيرات المذكورة أعلاه ،يجب عدم الدخول في حالة اضطراب لأن 08 % من أورام الثدي أورام حميدة ، ولكن يجب في هذه الحالة مراجعة الطبيب في أقرب وقت من أجل اتخاذ الخطوات اللازمة .
توصيات الجميعية الاوربية للسرطان
وتابع الدكتور بدران : من الضروري أن اذكر بتوصيات الجمعية الاوربية للسرطان للوقاية والكشف المبكر عن هذا الداء لمالها من أهمية للطبيب و المريض : وهي :
إجراء فحص أعشتسنينة للثدي سنوياً ابتداءً من عمر 04 عاماً بصفة منتظمة مادامت المرأة تتمتع بصحة جيدة .
إجراء فحص سريري للثدي كل 3 سنوات ابتداءً من ال 02 عاماً وكل سنة ابتداء من 04
– الفحص الذاتي للثدي في سن 02 يبقى اختياراً ولكن المرأة أن تستشير طبيبها في حال ظهور أي اعراض في الثدي .
في حال ارتفاع في خطر الاصابة بسرطان الثدي ، على السيدة مناقشة طبيبها حول فوائد ومضار البدء بفحص الثدي بالاشعة السينية في عمر مبكر أو اضافة فحوص أخرى مثل الرنين المغناطيسي أو الخضوع لفحوص أكثر تكراراً .
– طرق العلاج لسرطان الثدي
في اغلب الاحيان يتم علاج سرطان الثدي بعد طرق مجتمعة :
جراحية : وهي أنواع كثيرة إما استئصال كتلة الورم فقط أو استئصال كتلة الورم مع تجريف العقد اللمفية تحت الإبط أو استئصال ربع الثدي مع تجريف اللمفية تحت الابط أو استئصال الثدي الكامل ،ذلك حسب حجم الورم ومدى انتشاره وسن المريضة .
شعاعية : علاج موضعي يتم بواسطة استخدام اشعة تقوم بتدمير الخلايا السرطانية وخاصة بعد الجراحة .
كيماوية : مواد كيماوية تعطى لتدمير الخلايا السرطانية البعيدة عن مكان الاصابة وخاصة في الحالات المتقدمة .
هرمونية : حيث تعمل هذا المعالجة على منع الخلايا السرطانية من تلقي تأثير الهرمونات الضرورية لنموها وأحدثها التاموكسيفين و الايكسيمستان.
وفي السنوات الاخيرة حدث تطور ملحوظ في علاج سرطان الثدي على الصعيد الجراحي حيث غدا بالإمكان الحفاظ عى الثدي واستئصال كتلة الورم فقط في معظم الحالات خلافا لما كان يجري في السابق من الاستئصال الكامل للثدي . كما أنه الآن إذا ما دعت الحاجة لاستئصال الثدي كاملاً في حالات محددة جداً فيمكننا اعادة ترميمه باستخدام أنسجة أو عضلات الصدر أو البطن أو استخدام طعم صنعي
كما واكب التطور الجراحي تطوراً في العقاقير الكيميائية ،فأصبح هناك عقاقير ذات فاعلية أكثر وأقوى خصوصاً للحالات اللتي لاتستجيب للعقاقير المعتادة .
وقد خفض العلاج الكيميائي والهرموني مجتمعين نسبة الوفيات الى 05 % بين النساء في متوسط العمر .
